الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة قصيدة تغـريـبــة… من الراحل سميح القاسم إلـى الراحل محـمـود درويش

نشر في  20 أوت 2014  (18:56)

إلتحق الشاعر الفلسطيني سميح القاسم برفيق دربه محمود درويش، وتعد هذه المرثية من أبرز ما كتبه سميح القاسم في صديقه:

تغـريـبــة… إلـى محـمـود درويش

لبيروت وجهان

وجه لحيفا

ونحن صديقان

سجنا ومنفى

قطعنا بلادا وراء بلاد

وها نحن ، في تعتعات الدوار

نعود

وزاد المعاد

عناق سريع بباب مطار

أكان اللقاء اعتذارا ؟

أكان الوداع فرارا؟

بدون كلام نمد اليدين

ويا ليل يا عين

لا الليل ليل

ولا العين عين

يفرقنا العالم العربي

ويجمعنا العالم الاجنبي

ونبقى أجانب في العالمين !

ويبقى الرحيل مع الريح

من منزل في الجليل

الى الريح

في فندق غامض

يعانق فيه القتيل القتيل

بدون سلام بدون كلام

تقبّل في عنقي قلب َ أمك

" و ربّ أخ لك .."

ألقي بهمي على صدر همك

ونبكي ونضحك في غربتين..

أتسألني كيف حالي

وأنت جوابُ السؤالِ

عذابي فله

وموتي قبله

بلا شفتين

ذهبتُ بعيدا

وعدت وحيدا

يتمتم فيّ عجوزُ حقود: متى ؟ كيف ؟ أين ؟

متى ؟ كيف ؟ أين ؟

* * *

للندنَ وجهان

وجه لحيفا

ونحن رفيقان

خصما وإلفا

يؤرّخنا الحب والموت

في دفتر الارض

تغريبة للمهاجر

وتغريبة للوطن

ونفضي بأسرارنا للقباب

وننقش أحزاننا في القناطر

ونطلق من جرحنا عندليبا

يزلزل صمت الزمن

ونعجن بالدمع

خبزَ المجازر

أتذكر ضرعا شهياً

رضعناه دون شهيّة ؟

وزيتونة غادرتنا كسائحة أجنبية ؟

وعاشقة ما رحمنا هواها،

وظلت وفيّة ؟

أتذكر أيام جُعنا معاً

وشبعنا معاً

ثم جعنا معا

وعشقنا معا ثم ضعنا ؟

سلام عليك

سلام عليّا

على الحب

يولد ثم يموت

- سلام عليه - ويُبعث حيّا ؟

لكل المغنين أمّ حزينه

وكل مغن مدينه تنام

وفي قلبها نجمة

وتصحو

وفي جرحها ..غنغرينه ؟

ونحن ، شروق الاغاريد

كنّا فهل سنكون غروب الضغينه؟!

من" الرامة " الخائفه

إلى " البروة " السالفه

إلى دمعة بيننا

واقفه تقوم على الرمل دنيا

وتسقط في الوحل دنيا

وأعداؤنا

لعنةُ

يُحجم الموت

وهي على رسلها

زاحفه

وأنصارنا عملة زائفه